تأليف د. فريد الأنصاري
الكتاب عبارة عن رسالة صغيرة ضمن السلسلة الدعوية (من القرآن إلى العمران)، كتبها الكاتب من أجل بيان ما ترمز إليه المرأة نفسًا وصورةً، وبيّن معنى النفس والصورة من الناحية السيميائية وبيّن دلالته التعبيرية من الناحية التعبدية.
بنيتي أنت حمامة لك جناحان: هما صلاتكِ وحجابكِ؛ فطيري في فضاء الروح. غادري نتونة الصلصال المسنون، وانشلي ريشكِ من عفن المستنقعات الآسنة. طيري إلى أعلى ثم أعلى في فضاءات التعرف الى جمال الله والاغتراف من نوره الطاهر الصافي عساكِ تفرحين به ويفرح بكِ.
– سيماء المرأة في الإسلام، د. فريد الأنصاري.
محاولة الكشف عما ترمز إليه المرأة في الإسلام؛ نفساً وصورةً.
ويوضح معنى ذلك كله (النفس والصورة) من الناحية السيميائية، وما دلالته التعبيرية من الناحية التعبدية.
وهو ينطلق من مبدأ قرآني عظيم: وهو أن لا شيء من موجودات هذا الكون الفسيح إلا له دلالة سيميائية، ومعنى رمزي لوجوده. وهو مسمى (حكمته) الخِلقية. قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ. لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ. بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:١٦ – ١٨]
فما خلق الله شيئا، وما جعله، ولا شرَّعه؛ إلا لحكمة، هي مغزى وجوده، أو جَعْلِه، أو تشريعه.
يمكن قراءة الكتاب أونلاين على المكتبة الشاملة من هنا.
مدى الخطر الذي تؤدي إليه (حركة التعري) من تدمير عقدي للإسلام! حيث أن قضية اللباس بما ترمز إليه من دلالات سيميائية؛ هي حرب حضارية تشن على الإسلام؛ لتدمير مواقعه الوجدانية في بنية التدين الاجتماعي. ويكشف خطورة ظاهرة التعري الجسمي والنفسي، التي تلتهم نارها اليوم الأخضر واليابس في المجتمع، حتى امتدت ألسنة لهيبها إلى لباس الفتاة المحجبة ذاتها مسخا وتحريفا؛ لتشكله على وفق الموضات والصيحات الإعلامية المتفجرة من معابد الشيطان في كل مكان!
إن دراسة (سيمياء العري) ليست عملا سطحيا، كلا! بل إن لها في الإسلام ارتباطا وثيقا بجوهر النفس الإنسانية. كما أن لها جذورا قديمة في قصة الدين، أي منذ بدء الخلق البشري كما وردت في القرآن العظيم، مما في مثل قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:].
فالعري له دلالة خاصة في الإسلام، كما أن اللباس له دلالة خاصة. فكلاهما تعبير عن حضارة معينة؛ عقيدةً ومنهجَ حياة! كما سيأتي تفصيله بحول الله بهذه الورقات.– سيماء المرأة في الإسلام، د. فريد الأنصاري.
وذكر الكتاب أشكال سيماء الصورة في التدافع الحضاري وهي كالآتي:
فهذه النصوص الكثيرة، كلها دالة على أن النفس الإنسانية جوهر، وأنها هي محل الخطاب الإلهي. ومن هنا فالنفس هذه هي التي عُنِيَ الإسلام بتزيينها وتجميلها. ولذلك فرض الستر على المرأة؛ حتى لا تطغى سيماء الصورة على سيماء النفس، التي هي السيمياء الحقيقية، والتي هي أساس التميز في الإسلام.
– سيماء المرأة في الإسلام، د. فريد الأنصاري.